April 1st, 2022 الشباب والمبادرة الخاصة
في تونس، غالبًا ما يتم الترويج لريادة الأعمال كحل للبطالة، وهناك العديد من المبادرات لتمكين الشباب في ريادة الأعمال. التمويل موجود للحاضنات والتدريب والتأطير ... هناك كل أنواع التمويل لدعم ريادة الأعمال الشبابية، ولكن لا يوجد تمويلات لدعم مشاريع الشباب. عند الإعلان عن دورات تدريبية على ريادة الأعمال، يشارك بعض الشباب للحصول على شهادة لإضافة سطر إلى سيرتهم الذاتية الضعيفة، لتحسين فرص البحث عن عمل؛ بعضها يشارك للحصول على الطعام الجيد المعروض خلال الدورة للمشاركين، والبعض الآخر يشارك لعله يكسب صداقة المنظمين، مما قد يساعدهم على السفر بشكل رسمي، وثم يشارك القلة قليلة منهم لان لديهم أفكار مشاريع. غالبًا ما يكون مدربون ريادة الأعمال أساتذة جامعيين، القلة منهم يوجد ما يدل على خبرة في خوض مخاطر ريادة الاعمال والتصادم مع واقع الإدارة و البنكاجي، لكن معظمهم بالتأكيد يقرؤون الكثير عن ريادة الأعمال، وبالتأكيد يمكنهم مساعدتك في كتابة خطة عمل 20 صفحة لمشروع حلاقة.
بصفتي صاحبت مشروع منذ عام 2006، لم أكتب أبدًا خطة عمل، لكن لو كنت قد عثرة على بنكاجي يؤمن بريادة الأعمال، لكنت كتبت له خطة بالتأكيد. ولكن من واقع خبرتي، فإن البنكاجي يقرض فقط أولئك الذين لديهم فيلا لتقديمها كضمان أو لمن لديهم قريب بحساب مصرفي يمنحه لقب سي فلان.
في عملي، جزء مما نقوم به هو مساعدة الحرفيين على تصدير منتجاتهم ... لكن حاول تصدير مرقوم بريء، وسيكلفك ذلك رحلة الشتاء والصيف بين البنك والجمارك ومندوبية الصناعات التقليدية، وعند خروج المرقوم من ارض البلاد ويصل سعرها المتواضع لحسابك، توقع تحقيق من البنك المركزي او الامن أحيانا! ان إجراءات التصدير والمنظومة البنكية المربوطة بها، تجعلك ترغب في التخلي عن التصدير بعد المحاولة الأولى. مع العلم ان التصدير الصغير في تونس لا يدعم سوى النبكاجي، ويعامل البنك المركزي كل مصدر صغير على أنه مبيض أموال محتمل.
صعوبات التصدير، في بلد يحتاج عملة صعبه، يجعلنا نفهم ان دولتنا هدفها تصدير مواطنيها و ليس تصدير منتجاتها! فحكومتنا تفتخر بنشر مساهمة المغتربين التونسيين في الاقتصاد، ومن ناحية أخرى، يعامل النظام المصرفي والضريبي كل شخص داخل البلاد على أنه مبيض أموال محتمل.
اليوم، أرى الفرص الهائلة لحكومتنا، إذا فتحت بابا التعامل مع الشركات الناشئة من جميع الأنواع، لتسريع تنفيذ الحكومة الإلكترونية لتحسين الخدمات ... هناك أيضًا فرص هائلة لتحسين العدالة المناخية من خلال حلول الاقتصاد الدائري وابتكارات إعادة التدوير التي يقودها شبابنا، أو مشاريع الطاقة المتجددة. ولكن من ناحية أخرى، فإن عملية الشراءات العمومية معقدة وطويلة بهدف تنقيص مرص الفساد. والنتيجة هي نظام يخلق قروش تتقن العملية وتفوز بجميع المناقصات العامة، مما يؤدي إلى إقصاء الشركات الناشئة؛ وتبقى إدارة القطاع العام، رهينة منظومة شراءات معقدة والقروش اللذين يصبحون اصدقاء.
عندما كنت أصغر سناً، كنت ناشطًا في مسقط رأسي بني خلاد، بالتطوع في دار الشباب. هذا ما جعلني أجد اسمي على قائمة مجلس بلدي في الانتخابات البلدية. عندها لم يكن لي دراية بما يعنيه ذلك، وثانيًا، أدركت أنه لا يمكنك قول "لا" ، في تونس ما قبل الثورة ، أخيرًا قررت أن بما انني أريد تغيير العالم ، فربما كانت هذه فرصتي.
كنا القائمة الوحيدة ، من الحزب الوحيد ، وكانت المفاجأة أننا فزنا في الانتخابات, بعد حملة طويلة!!!
والآن اصبحت منتخبة شابه في مجلس بلدي، ولدي 100 فكرة لمدينتنا، وكلي حماس لتنفيذها. ولكن استقبلت كل الافكار بطبطبة على الظهر. وأدركت أنني كنت في القائمة لتزين صور الحملة، وتزيين صور اجتماعات مجالس البلدية. أدركت عندها انني ربما لن أغير العالم في هذه المرحلة من حياتي، لكنني وعدت نفسي، ان لا استقبل افكار الشباب أبدًا بطبطبة على ظهره عندما أكبر.
اليوم، بعد مرور 25 عامًا، تم انتخابي مرة أخرى في نفس البلدية. لكن هذه المرة، في تونس ما بعد الثورة، وكانت هناك منافسة شرسة بين 7 قوائم انتخابية. اليوم أكره أن أعترف بأن تقاليد الطبطبة على ظهور الشباب لا يزال موجودًا، والشباب لا يزالون نوعًا ما جيدون للصور الحملات الانتخابي، وهذا ما قادني اليوم إلى تنظيم ورشات لتمكين الشباب من المشاركة في تغيير واقعهم كلما أمكن ذلك خلال الإجازات المدرسية، لجعلهم يكبرون ليصبحوا مواطنين وليسوا متساكنين، ويفهمون تضارب المصالح عندما يرونه، ويفهمون أنه يمكنهم تغيير مجتمعهم إلى الأفضل. قررت تسليح الشباب، بحيث لا يجرؤ أحد على منعهم من تغيير عالمهم إلى الأفضل، بطبطبة على الظهر.
اليوم أنا صاحب مشروع، أكثر من نصف فريقنا، من المنقطعين عن التعليم الثانوية. ويعد توظيف الشباب المنقطعين استثمار ينبع من مسؤوليتنا الاجتماعية، ولكن من ناحية اخرو بعد اعطائهم مسؤوليات عدة، اواجه لغز يجعلني تتساءل من الذي فشل، المدرسة أم الطالب؟ لأنه عندما ينقطع شباب متحمس يريد الازدهار، من منظومة التعليم، فمن الصعب عدم التساؤل عما يحدث في المدارس.
إن إصلاح التعليم في تونس قصة لا تنتهي. غالبًا ما يؤدي الإصلاح إلى تغيير المحتوى، ولكن ليس تغييرًا في المنهجية. وظلت عملية التعليم عبارة عن قمع لتعبئة مخ التلاميذ بالمعرفة، وإذا لم ينجح المسار، فإن المشكلة في المخ وليس القمع ... بالطبع!
في بني خلاد، حيث تم انتخابي، قمنا ببحث لنجد أن حوالي نصف الطلاب في المرحلة الابتدائية، وصلوا إلى البكلوريا. ويبدو أن هذا هو المعدل السنوي منذ الثورة. وهذا يعني أنه في غضون 10 سنوات أخرى، لن يمتلك 50٪ من سكان المنطقة بالمهارات اللازمة لعيش حياة كريمة، ومن المحتمل أن يتدهور الفقر والأمن في المدينة بمرور الوقت. أنا شخصياً أشعر أن هذا يجب أن يكون أولوية بلدتي. لكنني أدركت أن انجازات السياسيين تنحصر من انتخابات إلى الانتخابات المقبلة، أي شيء له تأثير طويل المدى، لن يخدم الانتخابات المقبلة، فلماذا خسارة الوقت في الحديث عن الانقطاع المدرسي او القضايا البيئية، ذات نتائج بعد عمر طويل!!
اليوم تونس في حاجة اكيدة للتكوين المهني والتعليم البديل، وعند دراسة نسبة الانقطاع المدرسي، نتخيل أن مدارس التكوين المهنية يجب لن يكون لديها قائمة انتظار وأكوام من طلبات للانضمام. والمثير للدهشة أن هذه المدارس المهنية تغلق أبوابها بسبب قلة الطلب، وعندما أزور بعضها أجدها نظيفة وهادئة وفارغة. ماذا يحدث؟ لماذا نجد المنقطعين عن التعليم في مدرسة الشوارع؟
قد تكون المشكلة لأن الوزارات لا تتحدث مع بعضها البعض! هناك 3 وزارات تتعامل مع الشباب، وزارة التربية والتعليم تهتم بالمدارس، وإذا لم تكن تحت سقف مدرسة، فهم لا يعرفونك، وقد انتهى أمرك بالنسبة لهم. ثم وزارة التكوين المهني والتشغيل، التي تدير المدرسة المهنية، لكنهم بحاجة إلى معلومات عن أولئك الذين توقفوا عن الذهاب إلى المدرسة. نقل المعلومات بين الوزارات، هي مسؤولية الوالدين، الذين سيتعين عليهم الاختيار بين العمل اليومي لإطعام أطفالهم، أو الصفا والمروي بين الوزارات لتوصيل الأوراق الإدارية، لتسجيل ابنائهم في المدارس المهنية. أخيرًا، هناك وزارة الرياضة والشباب، التي تدير ديور الشباب، وأنشطة شبابية مذهلة، ولكنها فارغة ولا يوجد فيها شباب. لا يمكن لدار الشباب نقل أنشطتها إلى المدارس، ما لم توقع مذكرة تفاهم بين المندوبيتان. لتوقيع وزارتين على مذكرة تفاهم، سيحتاجون إلى المناقشة والمناقشة والمناقشة حتى يتم إجراء تغيير وزاري، وبعد ذلك ستحتاج العملية إلى البدء من جديد.
إلى أن يتوصل الوزراء الثلاثة إلى السلام مع بعضهم البعض، لن يجد المنقطعين عن التدريس سوى حلم القارب صغير لبلاد الاحلام.
where to buy cialis online safely
Posted at 13:59 06-02-2018This website really has all of the information and facts I wanted about this subject and didn't know who to ask.